"لا داعي لإرسال دبابات".. كاريكاتير شارلي إبدو يمثل خطاب كراهية

image
الرسم الكاركاتوري الذي نشرته الصحيفة
خطاب كراهية سياسة 2023-02-08

شييك : حنان العلي

ما يزال العالم يعيش صدمة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الاثنين 6/2/2023  وما خلفه من خسائر بشرية ومادية . وأمام التضامن الدولي مع ضحايا الزلزال سواء بالرسائل المعنوية أو المادية التي تعبر عن الإنسانية التي لا تتجزأ . إلا أن هناك من يستغل هكذا أحداث ليرسل رسائله العنصرية ويبث كراهيته وحقده تجاه شعوب أخرى.

الناشر

نشرت الصحيفة الفرنسية Charlie Hebdo عبر حسابها الرسمي على تويتر بتاريخ 6/2/2022 رسما كاريكاتوريا تظهر فيه ابنية مدمرة وظهر في الأعلى عبارة بالفرنسية Séismes en Turquie

 بمعنى "الزلزال في تركيا"  كما ظهر في أسفل الصورة عبارة " لا تحتاج حتى لإرسال الدبابات même pas " besoin d'envoyer de chars

فريق شيّيك تحرى الرسم الكاركاتوري وتبين أنه يمثل خطاب كراهية

رسائل كراهية

بالعودة إلى الكاريكاتير المنشور تبين أنه يحمل رسالة حقد اتجاه ما حصل في تركيا من دمار وهدم نتيجة الزلزال فضلا عن استخدام الرسام عبارة تمثل خطاب كراهية مثل : لا داعي حتى لإرسال الدبابات أي أن الحكومة الفرنسية لا تحتاج حتى لإرسال الدبابات لتُحدث الدمار في تركيا فالزلزال قام بذلك ودمر كل شيء وهذا يعبر عن موقف سياسي واضح .

يقوم مبدأ فن الكاريكاتير على النقد الساخر للظواهر المجتمعية والسياسية والاقتصادية كشكل للتعبير عن الرفض بطريقة فكاهية ساخرة مما يجعلها أكثر أثرا وتداولا بين الجمهور . لكن ما نشرت الصحيفة لا يندرج تحت النقد الساخر لأي من المعطيات السياسية القائمة، بل وجه رسالة للسخرية من وضع إنساني كارثي خلف آلاف القتلى والجرحى جراء زلزال بقوة 7.8 درجة .

مخالفة مهنية وأخلاقية

تتحمل صحيفة شارلي إبدو مسؤولية  المواد الإعلامية التي تنشرها لأنها تبنت فكرة العمل الفني ضمن رسالتها الموجهة للجمهور ، فمن واجبها تقييم العمل الفني "الكاريكاتوري" ، والتّأكد من مطابقته لمعايير مهنة الصحافة وأخلاقيّاتها، قبل قَبول النّشر.

الأصل بها، تجنّب هذه المخالفات المهنيّة والأخلاقيّة، والسعي لوضع معايير ومواثيق مهنية تُحدّد خطاب الكراهية وكل ما يحمل تمييزاً أو تحريضاً ضدّ فئة معينة.

وتعمد الصحيفة إلى إثارة الجدل برسوماتها الكاريكاتورية مخالفة بذلك الأخلاق الصحفية والمهنية وأهمها كانت الرسوم المسيئة للنبي محمد والتي أثارت ضجة واسعة من الانتقادات إضافة إلى سخريتها السابقة من ضحايا زلزال إيطاليا.

تفاعل الجمهور

تفاعل الجمهور من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي مع الرسم الكاريكاتوري بموجة من الغضب والانتقادات اللاذعة للصحيفة واعتبار أن هذا الرسم يمثل استهزاء وشماتة بالزلزال الذي ضرب تركيا فضلا عن اعتبار البعض بأن حرية التعبير لا تكون بالإساءة إلى الآخرين أو الشماتة في موتهم .

كما علق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين  عبر حسابه على تويتر "البرابرة المعاصرين يغرقون في الحقد والكراهية" . هنا هنا هنا هنا هنا  

قانون الدولي وخطاب الكراهية

 تحدد المعايير الدولية بشأن مسألة "خطاب الكراهية" من خلال التوازن في المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. والضمانات السابقة هي:الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق الحرية في التماس المعلومات وتلقيها ونقلها، والتماس الأفكار من جميع الأنواع، بصرف النظر عن الحدود.

فيما تحدد المادة 19 القيود التي يمكن أن ترتبط بهذا الحق، بما في ذلك "احترام حقوق الآخرين أو احترام سمعتهم".وتنص المادة 20 على ما يلي:

1تحظر أية دعاية للحرب بموجب القانون.

2. تحظر أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف.

القانون الدولي لحقوق الإنسان

ويشير القانون الدولي لحقوق الانسان  بشكلٍ خاص إلى تصنيفات معيّنة من “خطابات الكراهية” الحادة التي يجب على الحكومات منعها. وهذا يشمل الخطاب الذي يروّج بشكلٍ فاعل للكراهية التمييزية بطريقة تحرّض الناس على ارتكاب الأذية بحق المجموعة المستهدفة، لمجرد انتمائهم لهوية معينة. هذا النوع من الأذية قد يأتي على شكل عنف أو تمييز أو أي فعل معادي آخر.

وتؤكد منصة شييك ان خطاب الكراهية يشكل خطرا يؤذي الى التحريض على التمييز والعدوانية والعنف المحظور بموجب القانون الدولي والذي يمس  بمشاعر الإنسان ومعتقداته ويؤثر سلبا على تطور المجتمعات ما يؤذي الى الانقسامات .