"منشورات إعلامية" تدعو للكراهية اتجاه الإسلام

image
صورة تعبيرية
خطاب كراهية ديني 2023-03-02

                    

شييك: حنان العلي 

يقع الموضوع الديني على درجة عالية من الأهمية لكونه موضوع حساس جدا على مختلف الأصعدة منها  السياسي والاجتماعي وأيضا سريع التأثير في الانزلاق الى العنف والكراهية إذا ما أسيء استخدامه  .

يكثر الكلام عن التحريض بكافة اشكاله وخصوصا التحريض الديني الذي يرتبط ارتباطا مباشرا بالصراع المذهبي والطائفي في المنطقة وذلك على ضوء انتشار الثورة الرقمية التي جعلت من التواصل الاجتماعي الواجهة الاجتماعية الأولى وفي ضوء تفاقم الصراعات واستخدام هذه الوسائل في ممارسة القناعات والتمترس خلفها والتراشق بها والتعبير عنها .


الناشر

نشرت الإعلامية السورية "ماغي خزام "على حسابها الشخصي على منصة التواصل الاجتماعي تويتر في 22 شباط 2023 تغريدة مرفقة بصورة جامع التوحيد وكنيسة مار جرجس بعد الزلزال الذي ضرب منطقة حلب في 6 شباط 2023 وارفقت ذلك بجملة في أعلى المنشور "هكذا حين مجيء الرب سينتصر الصليب على مآذن توحيدهم أن يوم الرب قريب "



فريق شييك تحقق من المنشور وتبين أنه يمثل خطاب كراهية تجاه الدين الاسلامي .


التحريض على الكراهية


بالعودة إلى حسابات "ماغي خزام" عبر منصات التواصل الإجتماعي تبين أنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها خطابا يحرض على العنصرية والكراهية تجاه الإسلام .


وتضمن المنشور الأخير لها رسالة إهانة المشاعر الدينية " الشماتة" من خلال التعليق على آثار الانهدام التي لحقت مئذنة جامع التوحيد جراء الزلزال الأخير الذي  ضرب سوريا وتركيا في 6 من  شباط .




واستخدمت ماغي تعابير دلالية تم توظيفها للتشجيع على حض الكراهية الدينية مثل  " سينتصر الصليب على مآذن توحيدهم "، كما عمدت على التأكيد على أن الدين الصحيح فقط هو الدين المسيحي .


وخلال المتابعة تبين أن ماغي قامت بحذف المنشور على صفحتها الرسمية على فيسبوك والتي تحمل أسم "الأم ماغي خزام" ثم إعادة النشر عبر صفحة أخرى لها  تحت اسم " ماغي خزام" إلا أنه تم الإبلاغ عنها ايضا . 




ماغي خزام  ؟


هي إعلامية ومقدمة برامج تلفزيونية وناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل الجنسيتين السورية والأميركية  تقيم حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية تعتنق الديانة المسيحية  وتعد من الوجوه الإعلامية  التي أثارت الجدل من خلال منشوراتها العدائية تجاه الإسلام  ، وتنشط ماغي عبر منصاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواء عبر التصريحات أو تقنية البث المباشر.هنا





سياسة المحتوى 

عند متابعتنا لحسابات ماغي خزام تبين أنها تقدم محتوى يدعو إلى الكراهية عبر منصاتها تجاه فئات أخرى  وهو ما يتنافى مع معايير نشر المحتوى على منصات التواصل  الاجتماعي .

تنص مدونة السلوك الباعث على الكراهية:  لا يجوز لك الترويج للعنف ضد الأشخاص الآخرين أو مهاجمتهم مباشرةً أو تهديهم على أساس العِرق أو السلالة، أو الأصل القومي، أو الطائفة، أو التوجّه الجنسي، أو النوع، أو الهوية الجنسية، أو الانتماء الديني، أو السن، أو الإعاقة، أو المرض الخطير. كما لا نسمح أيضًا بالتحريض على إيذاء الآخرين على أساس الفئات المذكورة أعلاه.

بموجب إرشادات الناشرين ومنشئي المحتوى  على فيسبوك فيما يتعلق بالخطاب الذي يحض على الكراهية فإن فيسبوك يزيل المحتوى الذي يتضمن خطابا يحض على الكراهية ويشير فيسبوك الى أن هناك العديد من المستخدمين أحيانا يشاركون محتوى يحض على الكراهية بقصد التثقيف والوعي من غير الإشارة إلى هدفهم بوضوح و لتجنب تصنيف المحتوى على أنه خطاب كراهية على المستخدم مراعاة الجمهور المتلقي للمنشور المتضمن خطاب يحض على الكراهية اضافة الى منع المستخدم من نشر محتوى يهاجم الأشخاص بشكل مباشر أو السماح للمؤسسات  والأشخاص  المعروفين بالترويج للكراهية

إن سياسة ومعايير يوتيوب لا تسمح بنشر المحتوى المتضمن خطاب يحض على الكراهية وتزيل المحتوى الذي يروج للكراهية والعنف كما أنها تقوم بفرض العقوبات في حال الاستمرار بنشر المحتوى الذي يشجع على السلوك المسيء للجمهور أو كان يهين ويسيء بشكل متكرر فئة معينة . 


حسابات نشطه 

 تحظى صفحة "الأم ماغي خزام" على فيسبوك بمتابعة كبيرة تصل إلى  ما يقارب 8 مليون متابع  وغيرها من الصفحات على  مختلف وسائل التواصل الاجتماعي التي سخرت جميعها  لبث الكراهية .


وأضحت منشورات ماغي  مسرحا للتحريض الديني من خلال استخدام عبارات وكلمات تمثل العنف والكراهية بين الجمهور الموجود عبر منصاتها والدفع باتجاه العنف القائم على إلغاء الآخر المختلف عنه.


وشارك مستخدمي فيسبوك تحذيرا حول أن الصفحة التي تحمل أسم " الأم ماغي" كانت قبل ذلك صفحة دينية إسلامية وتم بيعها أو شرائها من قبل ماغي لنشر أفكارها ومهاجمتها للدين الإسلامي ، وإن كثيرا من المتابعين لا يعرفون أنهم مازالوا يتابعون هذه الصفحة . 



كراهية ممنهجة 


عند تحليل حساب "ماغي خزام"  عبر أداة " بوتومتر" Botometer تبين أن الحساب أنشئ عام 2016 ويحظى ب 4 الاف متابع ، وتساعد هذه الأداة في كشف الحسابات الوهمية بمنصة " تويتر " وهي المنصة التي يلاحظ فيها وجود العدد الأكبر من الحسابات الوهمية والالية المزيفة . 

.وتبين أن هذا الحساب يقترب من مؤشر المتابعين المزيفين الذين يروجون منشوراتها من خلال التغريد أو إعادة النشر كما تلجأ أيضا لتمويل بعض المنشورات للوصول إلى فئات مستهدفة جديدة

وأثناء التحليل الرقمي للحسابات ومقارنتها تبين أن أغلبها لا يحمل صور حقيقية وتظهر الصور الوهمية أشخاص آخرين تم التلاعب بها .


التأطير القانوني 

 تحدد المعايير الدولية بشأن مسألة "خطاب الكراهية" من خلال التوازن في المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. والضمانات السابقة هي:الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق الحرية في التماس المعلومات وتلقيها ونقلها، والتماس الأفكار من جميع الأنواع، بصرف النظر عن الحدود.

فيما تحدد المادة 19 القيود التي يمكن أن ترتبط بهذا الحق، بما في ذلك "احترام حقوق الآخرين أو احترام سمعتهم".وتنص المادة 20 على ما يلي:

1تحظر أية دعاية للحرب بموجب القانون.

2. تحظر أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف.

القانون الدولي لحقوق الإنسان

ويشير القانون الدولي لحقوق الانسان  بشكلٍ خاص إلى تصنيفات معيّنة من “خطابات الكراهية” الحادة التي يجب على الحكومات منعها. وهذا يشمل الخطاب الذي يروّج بشكلٍ فاعل للكراهية التمييزية بطريقة تحرّض الناس على ارتكاب الأذية بحق المجموعة المستهدفة، لمجرد انتمائهم لهوية معينة. هذا النوع من الأذية قد يأتي على شكل عنف أو تمييز أو أي فعل معادي آخر.

وتؤكد منصة شييك ان خطاب الكراهية يشكل خطرا يؤدي الى التحريض على التمييز والعدوانية والعنف المحظور بموجب القانون الدولي والذي يمس  بمشاعر الإنسان ومعتقداته ويؤثر سلبا على تطور المجتمعات ما يؤذي الى الانقسامات .

تؤكد منصة شييك أن خطاب الكراهية يشكل خطرا يؤدي الى التحريض على التمييز والعدوانية والعنف المحظور بموجب القانون الدولي والذي يمس بمشاعر الإنسان ومعتقداته ويؤثر سلبا على تطور المجتمعات ما يؤدي إلى الانقسامات