"الوصاية والغزو السوري" تقرير تلفزيوني يمثل خطاب كراهية

image
صورة تعبيرية
خطاب كراهية سياسة 2023-04-14


شييك: صفاء عيّاد


طغت الأحكام المسبقة على بعض التقارير التلفزيونية في الإعلام اللبناني التي تحمل في جنباتها انتقادات تساعد القارئ على تبني وجهة نظرها قسراً بدل أن تساعده على فهم ما يجري ، في حين تفرض هذه الوسائل لغة باتت دراجة تراها واقعا صعبا يعيشها لبنان جراء اللجوء .


من الناشر 


عرضت  قناة mtv اللبنانية  تقريراً مصوراً الثلاثاء 12 نيسان، تحت عنوان لبنان تحت وصاية بلباس مدني، يحكمه غازي كنعان، وخريطة تظهر التوزيع المخيف للنازحين. التقرير الذي عرض ذكر بأن السوريين يتقاضون مبالغ مالية من الأمم المتحدة تصل إلى حدود 150 دولاراً أميركياً، أي ما يفوق راتب مدير عام في الدولة، بحسب  معد التقرير. 


واستشهد التقرير بما أعلنته الدنمارك بأن مناطق سورية جديدة آمنة لعودة السوريين، داعية لبنان إلى التمثل به. 

 فيما استخدما معد التقرير بعض الكلمات التي تمثل خطاب كراهية تجاه اللاجئين السوريين مثل " الغزو السوري في كل مكان " ، " الخطوة الوقحة " ، " لبنان تحت وصاية سورية بلباس مدني".




توجه عام 


التقرير التلفزيوني  عرض أرقام لعدد اللاجئين السوريين في لبنان، وأشارت بأن عددهم يوازي عدد نصف سكان لبنان، دون ذكر مصدر الأرقام، إن كانت من جهة رسمية.

هذا الخطاب ليس بجديد، وكانت قد عرضت القناة في نفس نشرة الأخبار تقريراً آخر تحت عنوان "أعداد مكتومي القيد السوريين تتزايد، وذكرت به أن السوريين يقومون بتأجير بطاقتهم الطبية اللبنانيين يريدون الحصول على خدمات طبية هم محرومون بها بسبب الأزمة. إذ تتهم القناة اللاجئين بالفساد .


دعوة إلى الإبعاد 


دعت  القناة في تقريرها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى إنشاء مخيم  في منطقة تسمى جديدة يابوس تقع بين حدود المصنع اللبناني والحدود السورية، ووصف التقرير المنطقة بأنها " محايدة ومهجورة"  بطول 8 كيلومتر وتتسع إلى مليون نازح سوري .



ميثاق الشرف الإعلامي

حسب ميثاق الشرف الإعلامي اللبناني تنص المادة 3 حرص وسائل الإعلام اللبنانية على رفض مبادئ التمييز العنصري، والامتناع عن التعرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للطعن بكرامة الناس ، وعدم التدخل في شؤونهم الشخصية أو الخاصة . وعدم التجريح بهم.

كما ينبغي على وسائل الإعلام تجنب هذه المخالفات المهنية والأخلاقية والسعي لوضع معايير ومواثيق مهنية تحدد خطاب الكراهية وكل ما يحمل تمييزاً أو تحريضاً ضد فئة معينة.

خطة عمل الرباط

تقترح خطة عمل الرباط معايير صارمة لتحديد القيود على حرية التعبير والتحريض على الكراهية وتطبيق المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية . وتحدد اختباراً من ستة أجزاء يأخذ في الاعتبار (1) السياق الاجتماعي والسياسي (2) وحالة المتحدث (3) والنية لتحريض الجمهور ضد مجموعة مستهدفة (4) والمحتوى وشكل الخطاب (5) مدى نشر الخطاب (6) و أرجحية الضرر، بما في ذلك الوشوك المحدق .