شييك : سلام فريحات

الصورة المتداولة لاحتجاجات عمال ميناء جنوى ضد سفينة "Bahri Yanbu" مضللة، حيث تعود لمسيرات من أجل السلام وضد اقتصاد الحرب عام 2023 ولا علاقة لها بالأحداث الحالية.

الادعاء

تداولت حسابات على منصة (X) بين 9 و10 آب/ أغسطس 2025 صورة تُظهر مجموعة متظاهرين يقفون خلف شريط، ويرفعون لافتات وأعلامًا، وأمامهم سحب كثيفة من الدخان البرتقالي أو ألسنة نار. وادّعت تلك الحسابات أن المشهد يعود لعمال ميناء جنوى في إيطاليا وهم يعترضون سفينة سعودية محمّلة بأطنان من الأسلحة المتجهة إلى الكيان الصهيوني.

ناشرو الادعاءات : هنا، هنا، هنا، هنا

الحقيقة

من خلال استخدام أداة البحث العكسي "Google Lens"، كشف فريق شييك أن الصورة قديمة وتعود لمسيرة شارك فيها نحو عشرة آلاف شخص في ميناء جنوى بإيطاليا. نظم هذه المسيرة التجمّع المستقل لعمال الموانئ في جنوى (CALP) والاتحاد النقابي المستقل (USB) تحت شعار السلام ومناهضة اقتصاد الحرب.

ونُشرت الصورة لأول مرة بتاريخ 25 فبراير/شباط 2023 عبر الموقع الرسمي للاتحاد النقابي المستقل (USB).

كما أعاد الاتحاد النقابي نشرها مجددًا بتاريخ 20 يونيو/حزيران 2024، بالتزامن مع تجديد الاتفاقية الوطنية الموحدة لعمال الموانئ، مؤكدًا حينها عدم وجود أي مساومات على حقوق العمال.

سياق التداول

جاء تداول الصورة في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل في قطاع غزة، تزامنًا مع سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحصول على دعم مجلس الوزراء لخطة تهدف إلى احتلال كامل قطاع غزة، رغم وجود اعتراضات داخل الجيش الإسرائيلي، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يسيطر حاليًا على نحو 75% من قطاع غزة، لكن الخطة الجديدة تتطلب منه السيطرة على ما تبقى من القطاع، مما يعني وضع غزة بأكملها تحت السيطرة الإسرائيلية.

وفي سياق متصل، أشار مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أن سكان غزة يعانون من وصول محدود للغاية إلى الخدمات الأساسية والغذاء، في ظل سياسة التجويع الممنهج التي تنتهجها إسرائيل، ما يؤدي إلى تفشي سوء التغذية وارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع.

وأكد غيبريسوس أن "في شهر تموز/يوليو، تم تسجيل نحو 12,000 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو أعلى رقم شهري يُسجل على الإطلاق".

السفينة السعودية

نشرت وسائل إعلام إيطالية، منها موقع ShippingItaly المتخصص في أخبار الموانئ الإيطالية ومنطقة البحر المتوسط، في 7 أغسطس 2025، خبر إيقاف تحميل مواد عسكرية على متن السفينة السعودية "بحري ينبع" في ميناء جنوى، وذلك بعد اكتشاف العمال وجود معدات قتالية ضمن حمولتها. وأظهرت عمليات التفتيش التي نفذها العمال في محطة GMT وجود وسائل برمائية أمريكية وذخائر مدفعية مصنفة ضمن الفئة 1-E1.1.

وفي مساء الأحد، 10 أغسطس 2025، أفاد موقع Telenord بمغادرة السفينة السعودية "بحري ينبع" ميناء جنوى متجهة إلى الإسكندرية في مصر. وأوضح الموقع أن السفينة كانت تحمل شحنة من المعدات العسكرية تشمل مدفعًا إيطالي الصنعًا، وناقلات جنود مدرعة، ومواد متفجرة مصدرها الولايات المتحدة.

إلا أن المدفع تم إزالته من الميناء بعد احتجاجات من عمال الموانئ المنتمين إلى نقابتي "CALP" و"FILT CGIL"، الذين اعترضوا على تحميله، ما دفع النيابة العامة في جنوى إلى فتح تحقيق بشأن مدى توافق الشحنة مع قوانين تصدير الأسلحة الإيطالية.

النتيجة

الصورة المتداولة على أنها احتجاجات عمال ميناء جنوى في إيطاليا ضد عبور السفينة السعودية "Bahri Yanbu" المحمّلة بمعدات عسكرية إلى إسرائيل، هي مضللة. التحقيق أثبت أن الصورة قديمة، وتعود لمسيرات نظّمها عمال الموانئ في ميناء جنوى عام 2023، بهدف دعم السلام ومناهضة اقتصاد الحرب.