الأردن
شييك : سلام فريحات
شهدت مشاجرة طلاب الجامعة الأردنية انتقالاً من داخل حرم الجامعة إلى فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحوّل النقاش من تناول أسباب العنف الجامعي إلى موجة من الكراهية والتحريض وتبادل الاتهامات بين المستخدمين.
انقسمت الآراء بين من أرجع أسباب العنف إلى العشائرية في الجامعات والمنح الدراسية الممنوحة من خلال مكرمات الجيش، والمعلمين، والعشائر، وبين الطرف الآخر الذي اعتبر هذه الاتهامات توجيهاً مباشراً للعشائر، معتبرًا أن وراءها كراهية تستهدف تحميل العشائر مسؤولية العنف الجامعي، ورفض أي حديث من خارج الدوائر العشائرية في هذا الشأن.
في الوقت ذاته، ركزت بعض وسائل الإعلام على توصيف المشكلة بـ"العشائرية"، مما ساهم في تفاقم الانقسامات وتصاعد تبادل الاتهامات، وفقًا لتغطيات إعلامية أردنية مختلفة.
من مشاجرة جامعية إلى خطاب كراهية على منصات التواصل
تحولت حادثة الجامعة الأردنية إلى شجار إلكتروني مشحون بخطاب كراهية وتحريض، مع انقسامات حادة بين مستخدمي موقع (X). رصدت معدة التقرير نحو عشر تغريدات عشوائية وعناوين إعلامية نُشرت بين 16 و18 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أسهمت جميعها في تأجيج خطاب الكراهية وتعزيز التفرقة والتمييز بين المواطنين على أساس الأصول والمنابت.
في 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، نشر حساب laith على منصة (X) تغريدة مرفقة بصورة للمشاجرة، ربط فيها الحادثة بالمكارم، وهي المنح الدراسية الممنوحة لأبناء العسكريين في الجيش الأردني، المعلمين، وأبناء العشائر. ساهم هذا المحتوى في تأجيج خطاب الكراهية، إذ قسم الطلاب إلى فئتين: المستفيدين وغير المستفيدين من المكارم، وزعزع الثقة في النظام الاجتماعي والتوزيع العادل لهذه المنح، ووسم فئة واسعة من المجتمع كمصدر للمشاكل.
تلى ذلك ردود كثيرة وزيادة في حدة الصراع الرقمي، حيث نشر حساب fbc_133 في 18 أكتوبر/ تشرين الأول، تغريدة ردّاً على ليث تضمنت تحريضاً على العنف ضد شخص معين، وربطت بين الانتماء الديني أو العرقي غير العربي، مثل وصفات "صليبي، يوناني، بلجيكي"، بالخيانة والدونية. هذا الأسلوب عزز الكراهية وزرع الشكوك حول أصالة وانتماء الأفراد، مما غذى الانقسام داخل المجتمع والعشائر.
في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، رد حساب الليث على تغريدة ثانية تضمنت تنميطاً سلبياً وتشويهاً للسمعة، حيث أساءت مباشرة إلى فئة اجتماعية من خلال اختلاق امتياز يُعرف بـالمكرمة، وربطت أهل المخيمات بسلوك سلبي. كما استخدمت تعبير "مكرمة أبناء المخيمات" بطريقة تهكمية وساخرة، مما أدى إلى الإساءة لأهل المخيمات وتعزيز الانقسامات الاجتماعية.
شارك حسان ضغيم في الصراع الرقمي بتغريدة بتاريخ 16 أكتوبر/ تشرين الأول، حدّد فيها سبب المشاجرات الجامعية في "التحزب العشائري" بين الطلاب الجدد ("السنافر") في الجامعات الأردنية، وخاصة الجامعة الأردنية.
أما حساب Salma فشارك بتاريخ 17 أكتوبر/ تشرين الأول، بتغريدة ادعت أن أبناء المخيمات هم "أكابر" في الجامعة، بينما اتهمت العشائر ووصفتها بـ"جماعة الهشاير"، مساهمة في توسيع دائرة النزاع بين الفئات الاجتماعية، عبر تعزيز التنميط ووصم العشائر بالجهل والإهمال والسلوك غير المنضبط، مما يزيد الانقسام ويهدد النسيج الاجتماعي.
شاركت خديجة الدعجة بتاريخ 17 أكتوبر/ تشرين الأول، بتغريدة اتهمت فيها شخصًا بالتحريض على أبناء العشائر، وهاجمت "حملة الرقم الوطني والمنتفعين بالمكرمات" وربطتهم بـ"الفصائلية الفلسطينية"، مسهمة في خطاب كراهية وتخوين وتمييز عنصري، يحاول نزع الشرعية عن مواطنة فئة واسعة ويفتح الباب للعدوانية والانقسام بين الأردنيين على أساس الأصول والمنابت.
نشر حساب Vi تغريدة بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول،، اتهم فيها كبار السن من العشائر الأردنية بـ"تخريب النظام العشائري" عبر مصاحبة أشخاص وصفهم بـ"بلاجكة"، حاملاً دلالات سلبية ضد الأردنيين من أصل فلسطيني، معتبرًا أن تبني أفكارهم أدى إلى "تدهور" المجتمع، مما يفاقم الكراهية والانقسام بين الأردنيين والفلسطينيين في الأردن.
علق حساب يكرب بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول، على تغريدة، وطعن في الانتماء العشائري واصفًا العشائر بأنها "فاشية خونة"، مشككًا في حقها في وطن الهاشميين، معززًا بذلك لغة كراهية مطلقة ومغذيًا الفتنة والانقسام الوطني.
في المقابل، نشر حساب الأردن للأردنيين تغريدة بتاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول، أكد فيها أن الجامعة الأردنية ستبقى أم الجامعات، مستخدمًا هاشتاغ #الأردن_للأردنيين_الشرعيين، في خطاب يتضمن الكراهية والإقصاء والتمييز، ويعزز الانقسام الوطني.
ورد حساب صقار خواتك بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول، على تغريدة خديجة الدعجة، مستخدمًا ألفاظًا نابية وشتائم، واصفًا أبناء العشائر بـ"أبناء العشائر الزط والنور وسخه سمعة الجامعات الأردنية"، مما يعمق العداء ويدعو للتحريض المباشر على فئة من المجتمع.
نشرت غزلان الأردنية تغريدة بتاريخ 18 أكتوبر/ تشرين الأول، تساءلت فيها وزير الداخلية عن المنشورات التي تسبب الانقسام الوطني، وعلقت مرة أخرى مستخدمة قضايا تاريخية ووطنية لطعن ولاء ومواطنة فئة أخرى، واصفة العشائر الأردنية بأنها "استقبلت جدودك المتولين من الزحف، وأنتم قابلو هذا كله بالخيانة والنكران"، مما يغذي خطاب الكراهية ويفرز المواطنين إلى "مخلصين" و"خونة".
وسائل إعلام في فخ الكراهية
رصدت معدة التقرير في الفترة ما بين 16-18 أكتوبر/ تشرين الأول، عناوين عدة وسائل إعلام أردنية مثل [ميلودي الأردن]، [تاج الأردن الإخباري]، [صوت عمان الإخباري] و[جفرا نيوز]، تناولت حادثة المشاجرة بوصفها "عشائرية"، مما ساهم في تأجيج خطاب الكراهية وتعزيز الانقسامات. كان ربط الأسماء والفئات بسلوكيات سلبية بشكل متكرر في الإعلام سببًا في تغذية خطاب الكراهية المتبادل وانتقادات نظام العشائر بشكل عام.
موقع التاج الإخباري استخدام عناوين تضخمية مثل "من قاعات الدراسة إلى ساحة اشتباك مشاجرة طلابية عشائرية تهز جامعة أردنية"، حيث لجأت إلى تعابير مثيرة على حساب الدقة، معززة بذلك التنميط السلبي. كما كررت صحيفة "العربي الجديد" ربط "المشاجرات الجامعية" بـ"العشائرية" و"المناطقية"، وقد ساهم هذا التكرار في ترسيخ الوعي الجمعي أن العشائرية تعني العنف والفوضى وليس مجرد إطار اجتماعي، وهو ما يمثل أساس التمييز.
هذا النمط من التغطية يعكس ضعفًا في المسؤولية الصحفية ومراعاة حساسية الموضوعات الاجتماعية، إذ لا يقتصر الأمر على تبسيط مخل لمسببات العنف الجامعي، بل يعيد إنتاج وتكريس الصور النمطية السلبية تجاه العشائر، مما يفتح المجال لخطاب كراهية متبادل يزيد من التوتر والانقسام داخل المجتمع.
فضلاً عن ذلك، استخدام العناوين التضخيمية واللغة المثيرة من قبل وسائل مثل [تاج الأردن الإخباري] يدل على توجّه يسعى لجذب الانتباه بأسلوب درامي، لكنه يفقد الموضوعية والدقة، ويساهم في تعزيز المشاعر السلبية تجاه فئات معينة بدلًا من تقديم تغطية متوازنة.
كما أن التكرار المستمر لمصطلحات "العشائرية" و"المناطقية" في سياق العنف الجامعي، خصوصًا من قبل صحف مثل "العربي الجديد"، يعزز إدراكًا جمعيًا خاطئًا بأن هذه المصطلحات مترادفة مع العنف والفوضى، وليس مجرد أطر اجتماعية تحكمت فيها ظروف تاريخية متعددة، وبالتالي يتحول الإعلام من ناقل لمعلومات إلى أداة لتكريس الانقسامات الاجتماعية والتمييز، مما يهدد وحدة النسيج الاجتماعي الأردني.
يعكس هذا الأسلوب الإعلامي قصورًا في فهم دور الإعلام ومسؤولياته في التقريب بين مكونات المجتمع لا التفرقة، وهو ما يتطلب مراجعة جدية لضمان تغطية أكثر حساسية ودقة في معالجة قضايا ذات أبعاد اجتماعية وسياسية حساسة.
مؤشر شييك
يبين الجدول المرفق موجة خطاب الكراهية التي رصدها فريق شييك، حيث برزت كلمات ودلالات تعكس الصور النمطية السلبية والتحريضية بين الفئات الاجتماعية المختلفة. تصدرت مصطلحات مثل "العشائرية"، "المناطقية"، و"المكرمات" المشهد، حيث استخدمت هذه الكلمات بشكل متكرر لتأجيج الانقسامات وتغذية خطاب الكراهية، ما أدى إلى خلق حالة من الاستقطاب المجتمعي. هذه الدلالات ليست مجرد تعبيرات سطحية، بل تعكس أعمق أوجه التوتر الاجتماعي والاقتصادي، وتسلط الضوء على ارتباك في التوازن بين الفئات ومحاولات الإساءة للانتماء، مما يزيد من خطر تفكك النسيج الاجتماعي وارتفاع حدة التوتر بين المواطنين.
تحليل وسم #الجامعة_الأردنية
استخدم فريق شييك أداة "Tweet Binder" لتحليل وسم #الجامعة_الأردنية على منصة إكس، لرصد التفاعل على مشاجرة الجامعة الأردنية بين 14 و21 أكتوبر تشرين الأول، حيث سجل التقرير 119 منشوراً. حقق الوسم نحو 30,288,474 انطباعاً محتملاً، و4,548,861 وصولاً محتملاً، وهي أرقام مرتفعة جدًا بالنسبة لعدد المساهمين.
تشير هذه البيانات إلى انتشار واسع للوسم ووصوله إلى جمهور كبير، مع 54% من المنشورات ترافقت مع صور أو روابط مما زاد من التفاعل. كما مثلت المنشورات النصية فقط 21%، بينما كانت نسبة إعادة النشر مماثلة حوالي 21.85%. أما التفاعلات والردود المباشرة على المستخدمين فكانت منخفضة نسبياً بمعدل 5%.
تعكس هذه الأرقام حجم الانتشار الكبير للوسم وتأثيره في تحفيز النقاش الجماهيري، مع بروز دور المحتوى المرئي في زيادة التفاعل، وهو ما يؤكد أهمية متابعة وتحليل مثل هذه الوسوم لفهم ديناميات الخطاب الاجتماعي وتأثيره في المجتمع
القيمة الاقتصادية
وفقاً لتحليل أداة "Tweet Binder"، بلغت القيمة الاقتصادية لوسم #الجامعة_الأردنية حتى 21 أكتوبر/تشرين الأول نحو 76,841.58 دولارًا، بمعدل متوسط قيمة 645.73 دولارًا لكل منشور. وتصدرت قناة [المملكة] القيمة الاقتصادية للمنشورات بقيمة بلغت 45,269.50 دولارًا. تأسست قناة المملكة في 10 تموز 2015 كنواة لمنظمة إعلام عام مستقل تقدّم خدمة عامة.
تعكس هذه الأرقام الأثر الاقتصادي والإعلامي الكبير لهذا الوسم، الذي لا يقتصر على تفاعل واسع فقط، بل يمتد إلى تقييم نوعي واقتصادي يُبرز تأثير المحتوى على الساحة الإعلامية الأردنية، خصوصًا في الأزمات الاجتماعية كحادثة الجامعة الأردنية. هذه المعطيات تؤكد أهمية متابعة تحليلات الوسوم لتقييم التأثيرات الإعلامية والاجتماعية من جوانب متعددة، بما في ذلك الاقتصاد الرقمي وفعالية وسائل الإعلام الرسمية.
تحليل المشاعر
حلل فريق شييك باستخدام أداة "Tweet Bender" المشاعر في المنشورات التي حملت وسم #الجامعة_الأردنية بين 14 و21 أكتوبر تشرين الأول. تبين أن المنشورات الإيجابية بلغت 33 منشورًا، حصدت حوالي 22,562 مشاهدة وقيمة اقتصادية تقارب 31,813.31 دولارًا. بالمقابل، بلغت المنشورات السلبية 26 منشورًا، مع 14,687 مشاهدة وقيمة اقتصادية بلغت 9,436.1 دولارًا. وكانت المنشورات الحيادية هي الأعلى عددًا حيث وصلت إلى 53 منشورًا، بمجموع مشاهدات 125,750 وقيمة اقتصادية بلغت 24,653.43 دولارًا. يعكس هذا التوزيع تنوع الانطباعات والمشاعر حول الحدث، مع هيمنة المنشورات الحيادية التي سجلت أعلى نسبة مشاهدة، ما يشير إلى وعي مرتفع وتأمل في الموضوع بعيدًا عن الانفعالات الحادة، رغم أن الإيجابية حققت قيمة اقتصادية أعلى لكل منشور مقارنة بالسلبية، مما يبرز دور المحتوى الإيجابي في تحفيز التفاعل.
تحليل وسم "العشائر الأردنية"
حلل فريق شييك أيضًا وسم "العشائر الأردنية" باستخدام أداة "Tweet Bender"، لرصد التفاعل الواسع حول مشاجرة الجامعة الأردنية والانقسامات المرتبطة بدور العشائرية في هذه الخلافات، خلال الفترة من 14 إلى 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025. سجل التقرير 200 منشور، وهو الحد الأعلى المتاح ضمن الأداة المجانية، مع تسجيل نحو 6,821,853 انطباعًا محتملاً، و6,762,876 وصولًا محتملاً. تعكس هذه الأرقام حجم التفاعل الكبير والاهتمام المجتمعي بالموضوع، خصوصًا في ظل الاستقطابات العشائرية التي تجسد إحدى أبعاد النزاع داخل الساحة الجامعية. يعكس هذا الكم الكبير من المنشورات والانتشار الواسع كيف أصبحت قضية المشاجرة الجامعية محط أنظار الجمهور والنقاش العام على منصات التواصل، مؤكدًا الحاجة إلى فهم أعمق لأسباب الصراع وتأثيره على النسيج الاجتماعي في الأردن.
القيمة الاقتصادية
وحسب التحليل الذي قدمته Tweet Binder، بلغت القيمة الاقتصادية لمصطلح "العشائر_الأردنية" $3,186.06دولارًا حتى تاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بمتوسط قيمة متوسط قيمة 15.39 دولارا للمنشور الواحد.
وحصل تعليق ayat، على حساب على أعلى قيمة اقتصادية للمنشور، بقيمة بلغت 13.40 دولارا، فيما بلغت قيمة الحساب نفسه 164.83 دولارا، فيما تساوت القيمة الاقتصادية للحاسب بالقيمة الاقتصادية للمنشور.
على حساب على أعلى قيمة اقتصادية للمنشور، بقيمة بلغت 13.40 دولارا، فيما بلغت قيمة الحساب نفسه 10.15 دولارا.
تحليل المشاعر
حلل فريق شييك أيضا المشاعر في المنشورات التي شاركت في مصطلح"العشائر الأردنية"، باستخدام أداة "Tweet Bender"، فتبين لنا أن عدد المنشورات الإيجابية وصلت إلى 13 منشورا، تمت مشاهدتها 3.015 مرة، فيما والقيمة الاقتصادية المقدّرة لها، 23.28 دولارا.
أما المنشورات السلبية بلغت نحو 65 منشورا، وتمت مشاهدتها 24.018 مرة، بقيمة اقتصادية بلغت 2.424.46 دولارا، لتكون المنشورات السلبية الأعلى من حيث عدد المنشورات والتفاعلات بالإضافة للقيمة الاقتصادية.
فيما يلغت عدد المنشورات المحايدة 122 منشورا، وتمت مشاهدتها 35.675، بقيمة اقتصادية بلغت 2851 دولارا.
قوانين تجرم خطاب الكراهية
تنص المادة 150 من قانون العقوبات الأردني، على الجرائم التي تنال من الوحدة الوطنية أو تضعف الصفاء بين عناصر الأمة، وكل كل كتابة وكل خطاب أو عمل يقصد منه أو ينتج عنه إثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة يعاقب عليه بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تزيد على مئتي دينار.
في الوقت نفسه، نصت المادة 17 من قانون الجرائم الإلكترونية، على أن "يعاقب كل من قام قصداً باستخدام الشبكة المعلوماتية أو تقنية المعلومات أو نظام المعلومات أو موقع إلكتروني أو منصة تواصل اجتماعي لنشر ما من شأنه إثارة الفتنة، أو النعرات، أو تستهدف السلم المجتمعي، أو الحض على الكراهية أو الدعوة إلى العنف، أو تبريره أو ازدراء الأديان، بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات أو بغرامة لا تقل عن (٥٠٠٠) خمسة آلاف دينار ولا تزيد على (٢٠٠٠٠) عشرين ألف دينار أو بكلتا هاتين العقوبتين".
رغم أنه لا يوجد قوانين عامة تجرم العنف الجامعي، إلا أن لكل جامعة نظام تأديبي خاص بها، وتكلف فيها لجنة تحقيق مستقلة، للنظر في المخالفات التي يرتكبها الطلبة، فالجامعة الأردنية لديها نظام تأديبي خاص صدر عام 1999.
العنف الجامعي في الأردن
العنف الجامعي في الأردن يعود إلى عدة أسباب متنوعة، تشمل الجوانب النفسية والاقتصادية والسياسية. حسب دراسة نشرت في مجلة International Journal of Africa Nursing Sciences عام 2024، والتي أجريت على عينة تضم نحو 900 طالب في الجامعة الأردنية، تبين أن العنف في الجامعات مرتبط بشكل أكبر بالعوامل النفسية أكثر من الجوانب الأكاديمية. فالاكتئاب يرتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة احتمال السلوك العدواني، في حين تلعب الرفاهية الروحية، والرضا عن الحياة، والدعم الاجتماعي دورًا وقائيًا يقلل من العنف.
وفي دراسة أخرى منشورة عام 2020 في مجلة International Journal of Higher Education بعنوان "العنف الجامعي ودور التربية الإسلامية في الحد من هذه الظاهرة"، فقد أشارت إلى أن أسباب العنف الجامعي ترتبط بمشكلات تتعلق بإدارة الجامعة كالنقل، ضعف الاستجابة لمشاكل الطلبة، ونقص الإرشاد النفسي والاجتماعي. إضافة إلى ذلك، هناك عوامل مرتبطة بالطالب نفسه مثل ضعف الوعي الديني والأخلاقي، وأساليب التدريس التقليدية الصلبة، وتأثير وسائل الإعلام المختلفة التي ساهمت في تحفيز السلوك العدواني. وأكدت الدراسة أن التربية الإسلامية ساهمت في تقليل العنف من خلال تعزيز احترام كرامة الإنسان، وقيم السلام، ورفض العنف، وتشجيع محبة الخير.
إجراءات الجامعة الأردنية
قررت الجامعة الأردنية فصل 21 طالبًا نهائيًا على خلفية المشاجرة الطلابية التي وقعت في 16 أكتوبر/تشرين الأول. جاء هذا القرار استنادًا إلى نظام تأديب الطلبة، بعد التأكد من تورطهم في الأحداث التي شهدها الحرم الجامعي مؤخرًا، والتي أدت إلى الإخلال بالنظام العام، وتعطيل سير العملية التعليمية، وإلحاق أضرار بعدة منشآت.
وأكدت الجامعة في بيان رسمي نشرته عبر موقعها الإلكتروني أن القرار تم اتخاذه بعد استكمال التحقيقات التي أجرتها اللجان المختصة والمجلس التأديبي، والتي بدأت مساء الخميس الماضي. شملت التحقيقات مراجعة الأدلة، سماع شهادات الشهود، والاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة، التي أكدت جميعها مشاركة الطلاب المفصولين في هذه الأحداث.
حظر النشر :
عقب رصد الانتشار الواسع لخطاب الكراهية والتحريض، وتعميق الانقسامات الاجتماعية على منصة (X)، جاء قرار مدعي عام عمّان اليوم، بـ حظر النشر في قضية أحداث مشاجرة الجامعة الأردنية، ويشمل ذلك جميع وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
النتيجة:
أظهر التقرير أن التفاعل الرقمي حول مشاجرة الجامعة الأردنية تضمن خطاب كراهية وتحريض، وعزز الانقسامات الاجتماعية، كما ساهمت بعض وسائل الإعلام في تغذية التنميط السلبي، مما يعكس واقعًا من الانقسامات المجتمعية العميقة.