فريق شييك
لبنان : ميرا عيسى
الادعاء
تداول مستخدمون على منصة "اكس" بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2025، مقطع فيديو يزعم أنه يُظهر الأسير اللبناني عماد أمهز داخل أحد السجون الإسرائيلية، وحقق الفيديو أكثر من 73 ألف مشاهدة خلال فترة قصيرة.
جاء تداول المقطع بعد أن كان أمهز قد أوقف في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، عقب عملية إنزال بحري نفذتها قوات كوماندوز إسرائيلية في بلدة البترون شمال لبنان.
كما تزامن انتشار الفيديو مع نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2025 مقطعًا مصورًا لاستجواب أمهز عبر حساب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ أفيخاي أدرعي، على منصة "اكس". زعم خلاله أن أمهز كشف خلال التحقيق معه تفاصيل ما وصفه بـ"الملف البحري السري" لحزب الله، الذي كان يهدف إلى بناء بنية تحتية بحرية سرية متنكرة في شكل نشاط مدني لاستهداف مصالح إسرائيلية ودولية.
مصادر الادعاءات: هنا، هنا، هنا
تتبع مصدر الفيديو:
للتحقق من أصل الفيديو، استخدم فريق "شييك" أداة "invid" لتجزئة المقطع إلى لقطات ثابتة، ثم أجرى بحثًا عكسيًا عبر محركات البحث البصرية لتحديد مصدر النشر الأول.
وأظهرت النتائج أن الفيديو نُشر لأول مرة على حساب إنستغرام يحمل اسم "_aly_rida_videos" بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول 2025 هنا.
تحليل الحساب الناشر:
أظهر فحص الحساب أنه يدير صفحتين على إنستغرام، هنا، هنا. يعرّف فيهما نفسه كمنتج محتوى ومحرر فيديوهات و"ريلز"، ما يشير إلى امتلاكه مهارات تقنية في إنتاج المحتوى المرئي.
يبلغ عدد متابعي الحساب الأول نحو 11.5 ألف متابع، بينما يتجاوز عدد متابعي الحساب الثاني 3,400 متابع.
كما يملك صاحب الحساب قناة على تلغرام ينشر من خلالها مقاطع مصورة من إنتاجه تتناول موضوعات تتعلق بما يُعرف بـ”محور المقاومة“، وفقً توصيفه . هنا
تحليل تقني للصور:
أخضعت معدة التقرير مجموعة مختارة من لقطات الفيديو لفحص تقني باستخدام أداة Was It AI المتخصصة في رصد المحتوى المُنتج بالذكاء الاصطناعي.
وأظهرت نتائج التحليل أن عددًا من اللقطات يحمل بصمات تقنية تشير إلى أنها مولدة رقميًا، ولا تمثل تسجيلًا حقيقيًا التُقط بكاميرا. ويعني ذلك أن هذه المشاهد صُممت باستخدام نماذج توليد صور بالذكاء الاصطناعي.
دمج لقطات حقيقية مع محتوى مولد
أظهر التحليل أن الفيديو يتضمن مزيجًا من لقطات حقيقية وأخرى مولدة. فاللقطات الممتدة من الثانية الخامسة حتى الثانية العاشرة تطابق مقطعًا رسميًا نشره المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بينما تُعد بقية اللقطات - قبل هذه الفترة وبعدها - محتوى مولدًا بالذكاء الاصطناعي.
وفي المقابل، ووفق تحليل أداة facia.ai، لا يحمل الفيديو مؤشرات على تزييف عميق (deepfake) من النوع الذي يحاكي تعابير الوجه أو يُزوّر الصوت بدقة عالية.
التحقق البصري:
أجرى فريق "شييك" تحليلًا بصريًا دقيقًا للمشاهد، ولاحظ وجود تشوّهات واضحة في تفاصيل الوجه والجسد في معظم اللقطات، خصوصًا في بداية الفيديو، حيث تبدو ملامح الشخص بعيدة عن الشكل الحقيقي المعروف لعماد أمهز.
في المقابل تظهر اللقطات من (الثانية 5 إلى 10) بتفاصيل طبيعية في ملامح الوجه مع تناسق واضح في العينين والأنف والفم، ودون علامات نمطية للتوليد الاصطناعي.
أما المشاهد الأخرى، فتتضمن مؤشرات شائعة على التوليد بالذكاء الاصطناعي، من بينها:
تجانس مفرط في البشرة يعطي مظهرًا بلاستيكيًا
تشوهات طفيفة في ملامح العينين والحواجب
أخطاء في رسم الأيدي والأصابع
أنماط متكررة وغير واقعية في الجدران والأرضيات
تشوهات في الزي العسكري والأسلحة والرتب.
تظهر في إحدى اللقطات إضاءة وظلال غير منتظمة
تظهر تشوهات واضحة في حواف الباب والمقبض والسرير والوسادة.
سياق التداول:
نشر جيش الاحتلال الفيديو الرسمي لاستجواب أمهز في توقيت حساس، تزامن مع انعقاد اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الدولية أي لجنة (الميكانيزم) في رأس الناقورة في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2025.
ووفق البيانات الرسمية، ناقش الاجتماع سبل دعم الاستقرار، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني، مع التأكيد على أهمية استمرار الاجتماعات الدورية المقررة خلال عام 2026.هنا
النتيجة
فيديو الأسير اللبناني عماد أمهز داخل زنزانة إسرائيلية هو مقطع مركب يدمج لقطات أصلية بمشاهد مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي، نُشر أولاً عبر حساب متخصص بإنتاج المحتوى على إنستغرام
